هل نحصل على الغذاء فقط من الزراعة الحضرية أو نحصل على ما هو أبعد من ذلك؟

Do we get food only

من المعروف أن الزراعة الحضرية تزيد من فرص الحصول على غذاء صحي. لانه مهم بشكل خاص للأشخاص المحرومون اقتصاديًا في المدن، وذلك لدوره في توفير المحاصيل بأسعار مناسبة لهذه الشريحة بسبب تقليل الحواجز بين مصادر الإنتاج ومصادر التوزيع.

تعد الزراعة الحضرية في العديد من المدن الافريقية إحدى الطرق الرئيسية التي يتم بها توفير المنتجات الطازجة للأسواق المحلية. فعلى سبيل المثال، في داكار وكينشاسا وأكرا، تُزرع جميع الخضروات الورقية التي يمكنك شراؤها تقريبًا في المدينة نفسها. على عكس نموذج القاهرة الذي تَعُج سلاسل الامداد الغذائية به بالعديد من الحواجز والعوائق التي تلعب دورًا سلبيًا في امداد السكان بالغذاء الصحي بسعر مناسب.

كيف تلعب الزراعة الحضرية دورًا في تعزيز التضامن الاجتماعي؟

في حين أن الزراعة الحضرية في كيب تاون في جنوب إفريقيا لا تلعب دورًا مهمًا في النظام الغذائي للمدينة بشكل عام،

فإن 6000 مُزارع في المَزارع الحضرية يزرعون طعامهم ويبيعون الفائض في كيب تاون، حيث أنهم يجدونها جزءًا لا غنى عنه من سبل عيشهم .

بالنسبة لهؤلاء المزارعين، من المعروف أن زراعة طعامهم يساعدهم على تنويع مصادر النظام الغذائي لأسرهم، كما أن بيع الفائض يوفر دخلًا إضافيًا.

لكن وفقًا للدراسة التي قام بها كلًا من ديفيد أوليفر وليندي هينكن معتمدين على استبيان تم اجراؤه على 59 مزارعًا في مزارع حضرية في كيب تاون، فإنه يظهر أنك لست مضطرًا إلى الزراعة على نطاق واسع لجني فوائد كبيرة.

حيث وُجِد أنه حتى بوجود حديقة صغيرة لزراعة الطعام في السطح فإنه يجعلك على اتصال مع الجيران والمنظمات غير الحكومية والحكومة المحلية، مما يؤدي بدوره إلى تكوين ثروة من الفوائد العرضية.

حيث يعد بناء الشبكات الاجتماعية أحد أعظم فوائد الزراعة الحضرية في المناطق الفقيرة.

كإرث من الفصل العنصري في حقبة الفصل العنصري، فإن منطقة كيب فلاتس في مدينة كيب تاون لديها معدلات بطالة عالية، وإمكانية محدودة للوصول إلى وسائل الراحة مع انتشار الجريمة.

ففي مثل هذه البيئة، يحد الخوف وانعدام الثقة من التفاعلات الاجتماعية الإيجابية، بينما تحد المصاعب الاقتصادية من الوصول إلى الغذاء الصحي الكافي.

في هذا السياق، فإن القيمة الحقيقية للزراعة الحضرية لا تكمن فقط في توليد الدخل للمهمشين والمحرومين اقتصاديًا،

ولكن أهميتها أيضًا تكمن في توسيع الشبكات الاجتماعية. حيث تساعد هذه الشبكات المزارعين على الاعتماد على الدعم العاطفي والعملي في الأوقات الصعبة.

 

 

 

هل توليد الدخل وحده هو هدف المستفيدين من برامج الزراعة الحضرية؟

ركزت معظم الدراسات على اقتصاديات الزراعة الحضرية. أشارت دراستا حالة فقط تم إجراؤهما في كيب تاون ونيروبي إلى أن الفوائد التي تعود على الزراعة الحضرية كانت أكثر بكثير من مجرد محاصيل وغذاء.

من خلال طرح المزيد من الأسئلة النوعية، كشفت هذه الدراسات عن شيء مذهل. حيث لم يحاول المزارعون الحضريون تعظيم أرباحهم، لكنهم كانوا في الواقع يشكلون شبكات اجتماعية قوية من خلال العمل معًا لزراعة الحدائق.

أكد المزارعون الذين تمت مقابلتهم بشكل متزايد أن الزراعة الحضرية تخلق شبكات اجتماعية قيمة. وتظهر النتائج التي توصل إليها أوليفر وهينكن أن الشبكات الاجتماعية تحدث على ثلاثة مستويات. وهذه هي:

1- تكوين صداقات بين الجيران.

2- توسيع شبكات التعارف مع المزارعين الآخرين.

3- تحسين الوصول إلى جهات الاتصال المؤثرة في الحكومة والمجتمع المدني والسوق.

وهذا يعني أن المزارعين الحضريين لا يطورون فقط الصداقات التي يمكنهم الاعتماد عليها في الأوقات الصعبة.

لكنهم يطورون أيضًا شبكات أوسع مع مزارعين آخرين ومع المنظمات غير الحكومية والحكومة والأسواق المحلية التي تسمح لهم ببناء مستقبل مهني.

تظهر هذه النتائج أنه من خلال التركيز على توليد الدخل وحده، فإن الكثير من الأبحاث الحالية قللت من قدرة الزراعة الحضرية على بناء سبل عيش مستدامة في المناطق الأكثر فقراً.

تثبت النتائج أنه حتى على نطاق صغير، تساهم الزراعة الحضرية في بناء شبكات اجتماعية توفر الدعم العملي والعاطفي الذي تشتد الحاجة إليه.

استنادًا إلى النتائج في البحث، يمكن القول أنه من الضروري للعاملين في مجال التنمية والمجتمع المدني فهم الزراعة الحضرية بشكل يشمل النتائج الاجتماعية، وبدلاً من التركيز بشكل غير متناسب على المخرجات أو هوامش الربح.

الخلاصة

تمتلئ البيئة الاجتماعية والاقتصادية التي يعمل فيها المزارعون عددًا من التحديات. وبقدر ما تستطيع الزراعة الحضرية معالجة بعض هذه المشكلات،

فمن دون الدعم الذي تقدمه المنظمات غير الحكومية، فلا يمكن بناء مستقبل واضح الملامح لهذه الزراعة حديثة النشأة في الشرق الأوسط بشكل عام، وفي القاهرة بشكل خاص.

لذلك نحن في شادوف ندرك دورنا كالمورد الأول والوحيد في مصر لبناء مجتمعات مستدامة.

مقالات ذات صلة